1335607
1335607
العرب والعالم

جامعة الدول العربية تستنكر التصريحات التركية حول تراجع دورها بشأن القدس

12 مايو 2018
12 مايو 2018

واشنطن تُدشّن سفارتها غدا وتعزز أمن بعثاتها الدبلوماسية في العالم الإسلامي -

عواصم - وكالات - استنكرت جامعة الدول العربية تصريحات لوزير خارجية تركيا مولود جاويش اوغلو بشأن وجود تراجع وتردد داخل العالم الإسلامي، وخاصة داخل جامعة الدول العربية، بشأن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.

وأعرب المتحدث الرسمي باسم أمين عام جامعة الدول العربية محمود عفيفي، في بيان صحفي، عن الأسف إزاء إصرار الوزير التركي على استهداف الجامعة العربية، مستغلاً الأهمية الكبيرة التي تحظى بها قضية القدس لدى الشارع العربي والإسلامي. وقال المتحدث إن «ذلك يطرح مجدداً علامات استفهام حقيقية حول الموقف التركي الحقيقي إزاء المنظومة الإقليمية العربية التي تعبر عنها الجامعة العربية.

وأضاف المتحدث أنه كان الأولى بمن يطلقون التصريحات أن يتابعوا الأمور بشكل أكثر توازناً للتعرف على الجهود والاتصالات المكثفة التي قامت، وتستمر في القيام بها، الجامعة العربية ودولها وبصفة خاصة اللجنة السداسية المعنية، وذلك منذ انعقاد الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمجلس الجامعة العربية في ديسمبر الماضي بعد إعلان الإدارة الأمريكية قرارها بنقل السفارة.

ونوه المتحدث إلى أن «مثل هذه التصريحات التركية لا تخدم بالتأكيد هدف قيام علاقات طبيعية بين الجامعة العربية وتركيا خلال هذه المرحلة، وأن اتباع المسؤولين الأتراك لنهج إعطاء الدروس للآخرين والمزايدة على المواقف العربية، لا يجعلنا غافلين عن حقيقة المواقف التركية التي تتسم في كثير من الأحيان بالاستعراضية والخطاب الإنشائي، وهو الأمر الذي أصبح مكشوفاً لدى الرأي العام العربي». وكان الوزير أوغلو قال، في كلمة ألقاها في وقت سابق أمس في ملتقى الصحفيين العرب بمدينة إسطنبول، إن «تركيا لن تلتزم الصمت، وستواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية حتى لو سكت الجميع حيال قضية القدس وأحجموا عن نصرة فلسطين».

وأضاف أن «قرار الولايات المتحدة خاطئ، وعلينا انتهاج موقف مشترك حياله»، متابعا:«لكننا نلاحظ في الآونة الأخيرة نوعا من التراجع والتردد داخل العالم الإسلامي في هذا الصدد، وخاصة جامعة الدول العربية».

وأضاف «نلاحظ تراجعاً في مواقف بعض الدول بشأن الدفاع عن القضية الفلسطينية جراء تخوّفات من الولايات المتحدة».

وكشفت تقارير إعلامية في الولايات المتحدة أن الخارجية الأمريكية عززت الأمن في بعثاتها الدبلوماسية في العالم الإسلامي منذ أسابيع، وذلك قبل الافتتاح المزمع لسفارتها الجديدة في القدس غدا الاثنين.

وذكرت شبكة (سي إن إن) الأمريكية، استنادا إلى مسؤول لم تفصح عنه، أن الإدارة الأمريكية تتوقع حدوث احتجاجات وأعمال شغب تعبيرا عن رفض نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب إلى القدس.يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، في مسلك منفرد من قبل الولايات المتحدة، وهذا ما كان ترامب قد وعد به خلال المعركة الانتخابية.

وقوبلت هذه الخطوة بانتقادات دولية، ورأى الكثيرون فيها تفضيلا لإسرائيل على الفلسطينيين، الذين يسعون إلى اتخاذ القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المقبلة، وكانت إسرائيل قد احتلت القدس الشرقية عام 1967 وادعت أن المدينة كلها عاصمة لها. ويرى المجتمع الدولي أن وضع القدس يجب أن يتحدد خلال محادثات السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

ويتخوف منتقدون من تعثر عملية السلام بسبب الإجراءات أحادية الجانب لصالح أحد طرفي الصراع، وفي المقابل أعرب ممثل رفيع المستوى للحكومة الأمريكية عن اعتقاده بأن نقل السفارة سيؤدي إلى شعور أكبر بالواقع لدى الفلسطينيين ومن ثم سيعجلون بعملية السلام.

وفي تصريحات لشبكة (سي إن إن)، قال بروس ريدل، الخبير الأمني من مؤسسة بروكينجز الفكرية الأمريكية:«في ظل هذا الوضع المتوتر للغاية، فإننا صببنا البنزين على النار بالخروج من الاتفاق النوي مع إيران».

وأضاف أنه بافتتاح السفارة في القدس، فإن الرئيس ترامب يبعد أياما قليلة عن «صب مزيد من البنزين على النار»، مشيرا إلى أن نقل السفارة يبعث بإشارة مفادها بأن الولايات المتحدة تعتزم مواجهة إيران.